إن عدد المدخنين في
العالم يبلغ حوالي ١،١ مليار شخص، ويتوقَّع أن يصل هذا الرقم إلى ١٫٦
مليار بحلول عام ٢٠٢٥ وفقًا للمعدلات الحالية، حيث إن مستوى التدخين
يزداد ضمن الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، في حين ينخفض في
الدول ذات الدخل العالي "رغم أنه يزداد ضمن فئات معيَّنة في هذه
الدول"، آما تعتبر الأمراض المتعلِّقة بالتدخين مسئولة عن حالة وفاة واحدة
بين آل عشر حالات وفاة ضمن صفوف البالغين على مستوى العالم،
ويتوقَّع أن يرتفع هذا الرقم إلى حالة من بين آل ست حالات في عام
٢٠٢٥ ، وربما في تاريخ أقرب من ذلك، مما يجعل التدخين أآبر سبب منفرد
للوفاة في العالم، وبحلول عام ٢٠٢٠ م سيكون ٦ حالات من آل ١٥ حالة
وفاة سببها الأمراض المرتبطة بالتدخين من الدول ذات الدخل المتوسط
والمنخفض، وهي الدول التي تشمل العديد من دول العالم العربي
والإسلامي.
إن مشكلة التدخين ليست وليدة اليوم أو الأمس، وقد تطوَّرت حتى
أصبحت ظاهرة عالمية، ومما ساهم في انتشار هذه الظاهرة على
المستوى العالمي هو أن أضرارها الصحية لم تكن معلومة في البداية،
الأمر الذي ساهم في الاستهانة بهذه الظاهرة على الصعيدين المحلي
والدولي، حتى أصبحت صناعة اقتصادية تدرّ مليارات الدولارات على
الشرآات المنتجة وتوظف آلاف العمال في صناعة وزراعة التبغ. آما أصبح
إنتاج وصناعة التبغ جزءًا من الدخل القومي، وصادرات العديد من الدول،
وبندًا أساسيًا من بنود الواردات تتعهَّد الدول نفسها بتوفيره.
وقد تنبهت الدول مؤخرًا إلى أضرار التدخين على الصحة العامة بعد
ظهور الدراسات التي توضِّح نسبة ارتباط عالية بين عادة التدخين وبعض
الأمراض الخطيرة؛ مثل السرطان، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب وغيرها
وما يترتَّب على ذلك من تكاليف إضافية في مجال الرعاية الصحية وخسارة
في أيام العمل بسبب المرض، إضافة إلى الفقد في القوى العاملة بسبب
العجز الكلي أو الموت المبكر، ومع ذلك.. فإن هذه الدول آانت في مرحلة
ما لا تستطيع حظر تعاطي وتداول التبغ، لأن ذلك يعني:
١- فقدان آلاف الوظائف في صناعة وزراعة وتوزيع التبغ.
٢- انخفاض الدخل القومي في الدول المنتجة والمصنِّعة للتبغ.
٣- تقلص وفقدان إيرادات الحكومة من الضرائب على التبغ.
وهذا الأمر دفع الدول إلى اللجوء لبعض الإجراءات القاصرة في
مكافحة هذه الظاهرة؛ مثل طباعة عبارة صغيرة في رآن مغمور من علبة
السجائر تقول: "التدخين ضار جدًا بالصحة" أو "ننصحك بالابتعاد عن
التدخين"، في نفس الوقت الذي تشتدّ فيه الحملات الإعلانية لشرآات
التبغ التي تشيد بنكهة ومذاق السجائر!__