هل عندنا الشجاعة للإعتراف ببعض أخطائنا

تمر الأيام جميلة, نتذكر طفولتنا ,ومراهقتنا, لانعرف ابعد من أصواتنا, نتذكر كيف كنا نغني بعيد ميلاد البعث0
البعث قامت ثورته, والدهر دارت دورته0
ليعيد مجد عروبتي, وينال شعبي غايته0
وفي ستينيات القرن الماضي كنا نمشي مظاهرات
ونطلق الشعارات "أبو عبدو لا تهتم, نحنا رجالك نشرب دم"0وفي السنه التالية قامت حركة التالث والعشرون من شباط, وأخذنا نغني بشر لي يانور الدين, بدنا نحرر فلسطين بالقوة, ولهيب النار0
ثم نهر الأردن مابيندار, ولو تعلق الف مختار0
وبعد أشهر. قام المرحوم الشيخ محمود الجابري في قريتنا باعلان الجهاد بالقرية والنفير بعد سقوط القنيطرة0
واصبح الشعار بدنا سلاح ,بدنا سلاح,ثم بيع أمك واشتري بارودة0
توالت الهزائم في أمتي0
لم أعرف لماذا كل تلك الإنكسارات, والهزائم ؟0
سقطت القدس, وبيروت, وبغداد0
نحتفل, نتغني, نصدر بيانات, نحتفل بميلاد الحزب, نكرم بعض من اجتمعوا في المؤتمر التأسيسي للحزب0
لااعتراض0
قيادة قطرية, وقومية, وجبهة وطنية عريضة ,ودستور ,وأمال, وأحلام في ظل ثورة البعث0
قد تتحق0
وقد لا تتحقق0
سأروي لكم هذه القصة, كما سمعتها من صاحبها, لتعلموا سبب التراجع, والهزائم, وسبب الإنكسارات0
كنا عدد من الأطباء في يوم مثلج, في تسعينات القرن الماضي ,منع الثلج التجول, وحوصرنا في المشفى, وقرر كل منا أن يروي قصة أثرت في حياته0
قال مدير المشفى" نجحت الثانوية العامة, وتقدمت الى الكلية الحربية ’فلم أقبل وتقدمت لأكون معلما, فلم أقبل
0 فقررت أن أعلم في أحدى المدارس الخاصة التي يملكها خالى ,والتي ساهمت في نشر فكر البعث0
ولعدم قبولي في وظيفة أو معهد, راسلت بعض الجامعات في اسبانيا, وفرنسا ,وبلغاريا لدراسة الطب0
لم يأتني جواب في تلك السنة0
وفي العام التالي جاءتني عدة عروض من عدة بلدان أوربية لدراسة الطب في جامعاتها0
اجتمع الأهل ليفاضلوا بين الجامعات وقرروا أن أدرس في بلغاريا كونها الأرخص والأقرب لبلدنا0
سافرت الى بلغاريا0
وعلي أن أتعلم اللغة البلغارية قبل أن أدرس الطب0
وقبل بداية الإمتحان, قامت اسرائيل بضرب مدرسة الكيمياء في النبك0
حرق من حرق, وشوه من شوة0
وكانت تربط سوريه ببلغاريا معاهدة صحية 0
فنقل المصابين الى بلغاريا للعلاج على نفقة الدولة0
وباعتبار أن العرب متعصبون لعروبتهم 0
لم يتعلموا أية لغة غير العربية, المكسرة بين العامية, والفصحى0
وذهبت أركان الدولة السورية, والقيادة مع الجنود الجرحى, وباعتبارهم لايفهمون البلغارية, عليهم أن يجدوا شخصا ,يفهم اللغة البلغارية0
وغلا الدم العربي في عروقي0
رغم أني لم أقبل بالكلية الحربية,ولا بالتعليم 0
ورافقت البعثة لم أفارقهم لحظة, وبقيت حوالي شهرين, وأنا معهم, أترجم لهم, وضابط ارتباط بين المسؤولين السوريين, والأطباء, والمسؤولين البلغاريين0
وطبعا كانت النتيجة, أني رسبت في صفي في امتحان اللغة0
وعلي أن أعيده0وقام رئيس الطاقم المرافق بأعطائي رقم هاتف بيته وأمنني عندما أذهب الى دمشق, أن أتصل به0
عاد الجرحى والمرافقين الى تراب الوطن وتركوا الذي ساعدهم في غربتهم وقلبهم معه وحالهم يقول لولاك ماذا كان سيحصل لنا0
تقدم الرجل لإمتحان اللغة قبل العام الدراسي, ونجح0
بقي اسبوعين لإفتتاح الجامعة0
قرر أن يعود الى دمشق, وتذكر رئيس الطاقم الذي أمنه أن يصل به 0
اتصل فتح الخط0
من؟ أنا فلان!0
هل 000 موجود؟0
شهقت الحرمة ,وطلبت منه أن يبقى على الخط, واتصلت بزوجها الذي شهق, ولم يصدق, وطلب منه أن يبقى في مكانه 0
وماهي الا دقيقة حتى اتت سيارة حديثه0
نزل منها شخص, وسلما على بعضهما0
كأن كل واحد لم يلتق مع الأخر من أمد طويل0
ثم انتقلا الى مكتب فخم ,وبعد أن كسرا الكلفة بينهما0
سأله هل قدمت الى أي وظيفة بحياتك؟0
أجابه بلى!0
فذهب الى الأرشيف, وجلب تقريرا, يقول أنه معاد للحزب, والثورة0
ومزيل بتوقيع أعز أصدقائه0
الذي لم يتناول طعامه قط الا معه0
تألم الرجل, لا من التقرير, بل من أن يكون قد كتب بأقرب المقربين منه0
وصل الرجل الى قريته وسلم عليه صاحبه مصافحة0
لم يتمالك الرجل نفاق صاحبة, فقال له أنت قدمت بي تقريرا أني معادي للحزب, والثورة0
أجاب بكل وقاحة نعم0
يجب أن تشكرني0 لولا التقرير ماكنت درست دكتورا0 يجب أن تعطيني نصف كشفيتك عندما تتخرج0
مادعاني للكتابة هو أن المغتربين يلاحظون الأزمات قبل وقوعها وقد شعرت بالأزمة المالية العالمية, وألمني ماجرى في وطني’ من تحريض ومصادرة محصول بعض الفلاحين من قبل الحكومة0
في مقال منشور في جريدة تشرين بتاريخ11\6\2008 وطلبت من كاتبه بكل لطف في رسالة ألكترونية أن يدافع عن الفقراء والمظلومين0
ولا يزين تصرفات المسؤولين
0فنشر مقالة في 24\6\2008 العدد10215(2جمادى الأخرة)0
عنوان مثير ا الى من يهمه الأمر
مافيا الحبوب تحتج0
ونزع عني صفة الدكترة0
وباعتباري خارج البلد. وبعثي ,وموالى لفكر البعث,
ومن الذين قامت الثورة على أكتافهم 0
فأبي بعثي0 ومدرسة هاني ابن مسعود الشيباني قدمت عدد من قادة البعث 0 والمرحوم الإستاذ على حرفوش أحد المؤسسين للبعث صديقي0
وقد روى لى أجمل القصص0
أحلم أن يسود الحب والوئام بلدي0
وأن نعتزر ممن أسأنا لهم بتاريخنا سواء بتشويه صورتهم بتقارير صادقة, أوكاذبه0
وأن تطور وسائل الإعلام والصحف وتصبح تفاعلية0وأن تنشر التعليقات عند قراءة الخبر0 وهي أساس التطوير والتصحيح0
هل عندنا الشجاعة للإعتراف ببعض الأخطاء في مسيرة الحزب, والثورة0
لنسامح بعضنا بعضا, ولنبني الوطن كتف, لكتف بقيادة الرئيس بشار الأسد, سدد الله خطاه ,فالوطن يحتاج كل أبناءه وعندما يتشارك الجميع في بناء الوطن0 وتقاسم خيراته, ستكون كل حياتنا انتصارات0