شام لايف- القسم الاقتصادي:
قد لا يكون بنك سورية والخليج أول مصرف خاص يجد موقعاً له على خارطة السوق السورية, لكنه أثبت وجوده على الخريطة المصرفية سريعا فيما يقدمه من خدمات ومنتجات مصرفية. لقد بدأ بنك سورية والخليج أعماله المصرفية في منتصف عام 2007 فقط واستهلّ نشاطاته بإطلاق سلة متنوعة من الخدمات الموجّهة إلى شرائح واسعة من الزبائن، الأمر الذي أغنى تجربته وأثراها في كسب ثقة المتعاملين معه. ويقول السيد خليل مرقة مدير عام البنك: إن الإقبال الكبير على خدماتنا المصرفية خلال العام 2009 أدى إلى توسيع شبكة فروعنا لتصل اليوم إلى 11 فرعاً. وما سعينا المتواصل إلى تقديم خدمات مصرفية جديدة ومتنوعة تستهدف المزيد من شرائح المجتمع السوري وتحقق لهم الربحية المرجوة إلا رغبة منا في بناء علاقة وثيقة ترسخ هذه الثقة المتبادلة بيننا وبين زبائننا المميزين.
تفاؤل بلا حدود
وبكثير من التفاؤل يشير مرقة إلى خلو السوق السورية من منغصات العمل ويؤكد ذلك قائلاً: لا توجد أية مثبطات لأداء المصارف الخاصة في سورية، فدخول هذه المصارف إلى السوق السورية دليل عافية، وتجسيد لتجربة ناجحة في سوق متعطش للخدمات المصرفية، وفي الآونة الأخيرة تبذل كافة الجهات المعنية جهوداً كبيرة لتذليل أية معوقات, وما أراه هو توجه صحيح لصناعة مصرفية آخذة في النمو. وأكبر دليل على ذلك هو إقدام العديد من المصارف على طلب التراخيص لمزاولة العمل المصرفي في سورية.
وجه العافية
بدأت المصارف الخاصة السورية تعمل لتنفي التهمة عنها حول بعدها عن التمويلات التنموية والغرق في الإقراض الاستهلاكي, لذا يصبح السؤال: أين تبدى الوجه التنموي في بنك سورية والخليج وكيف يجري التخطيط لهذا الجانب؟
يقول مرقة: هناك مشاريع تنموية كبيرة واعدة. دعونا ننظر هنا للخدمات التمويلية التي تقدمها جميع المصارف فهي بكافة أشكالها تدعم العجلة الاقتصادية والتنموية الاستثمارية على عده أصعدة. ولعلنا في بنك سورية والخليج نتجه دائما لنكون شركاء في العديد من المشاريع التنموية وجزءاً لا يتجزأ من هذه المشاريع التي تدفع بعجلة الاقتصاد الوطني إلى الأمام. كما أننا نسعى دائماً للقيام بدورنا بصورة غير مباشرة فمثلاً، نحن نستثمر في الإنسان، وما توجهنا الحالي نحو فئة الشباب خصوصاً إلا دليل على توفير ما تسمونه "إقراضاً استهلاكياً" ظاهراً وما نسميه "أداء تنموياً" واقعاً. فعندما توفر الدعم المادي لتأمين التعليم الجامعي والتخصص الأكاديمي لفئة عمرية هي عصب المجتمع وثروته الحقيقية فأنت تدخل فعلاً في شراكة تنموية ترتقي بمستقبل وإنتاجية الوطن والمواطن.
وكذلك يتم التركيز والمتابعة مع الشركات الكبرى لتقديم الدعم الازم لمشاريعها.
رؤية بيضاء
وفيما يتعلق بالمنافسة يرى مدير عام بنك سورية والخليج أن في ذلك جرعات إيجابية يجب الاعتراف بها ويقول: أجد عامل المنافسة عاملاً إيجابياً وظاهرة صحية تدفع بالعمل المصرفي قدماً سواء كانت المنافسة "صامتة" و"حادة" أم لا. المنافسة تعني بذل جهد أكبر لتقديم الأفضل بغض النظر عن طبيعة الخدمات المقدمة إسلامية كانت أم غير ذلك. إن السوق السورية تتسع للجميع ولكل أشكال التعامل المصرفي مهما اختلفت المسميات "ربحاً" أم "مرابحة"، "فائدة" أم "هبة"، "قرضاً" أم "إجارة". السوق السورية أرض خصبة وهناك موقع قدم لكل عمل جاد ومخلص.
تبادل منفعة
لقد أضافت شركات التأمين بدخولها إلى السوق عاملاً مساعداً لأداء المصارف وهذا ما يراه مرقة بوابة لفرصة واعدة ويؤكد أنه يمكن لشركات التأمين أن ترفد المصارف وتغدو عاملاً مساعداً لأدائها إن ارتبطت بالمصارف ووفرت لها السيولة النقدية. بالإضافة إلى مايمكن أن تقدمه للمصرف من منتجات مساعدة متعلقة بكافة الخدمات المصرفية والائتمانية المقدمة, من هنا أرى أن بروز وانتعاش سوق التأمين يمكن أن يضطلع بالكثير من المهام التي تعزز قدرات بنك سورية والخليج حاضراً ومستقبلاً.
على خط تطوير الكوادر
اضطلعت المصارف الخاصة بمهمة تدريب كوادر السوق السورية المصرفية وتقاسمت مسؤوليات في هذا الصدد.. فماذا كان نصيب (سورية والخليج) من هذه المهمة؟.
وفي هذا السياق يقول مرقة: لقد قمنا بتدريب طاقم الموظفين جميعا وبشكل محترف وذلك بناء على برنامج معد مسبقاً ليشمل جميع الموظفين وبكافة المستويات الوظيفية كما قمنا بإعداد برنامج دائم لنساهم في تطوير مواردنا البشرية عن طريق العديد من الدورات والمحاضرات والندوات. نحن لا ننكر بأن الكوادر السورية ينقصها بعض الخبرة المصرفية ولكننا على ثقة بأنها ستكون رائدة في العمل المصرفي في السنوات القليلة القادمة.
تعاون وصائي
لكن يبقى السؤال: إلى أي حد بدت الجهات الوصائية ممثلة بمجلس النقد والتسليف ومصرف سورية المركزي متعاونة لإضفاء المزيد من العافية على المصارف وما هي مقترحات ذلك؟
يجيب مرقة بأنه لا يمكن أبداً إنكار الدور الفعال والتعاون الملموس الذي تبذله هذه الجهات على جميع الأصعدة. فالجهود التي تبذلها والقرارات الصادرة عنها تحقق قفزات نوعية ترمي إلى تطوير ومتابعة الأعمال المصرفية في هذا البلد.
تميز
لكل مصرف منتج امتاز به وبرع في تقديمه أو جملة منتجات فبأي المنتجات تميز بنك سورية والخليج؟
وبلا تردد يجيب مدير عام البنك بأن بنك سورية والخليج تميز بسلة الحسابات المميزة التي يقدمها لعملائه، ونعتز بكوننا أول مصرف يقوم بطرح خدمات الشباب المصرفية. فمن المعروف أن المجتمع السوري مجتمع فتي ولذا كان من الواجب تواجد مصرف يدعم احتياجات هكذا شريحة. كما أننا نقدم الكثير من منتجات البيع بالتجزئة, وسنقوم قريباً بطرح سلة جديدة من الخدمات والمنتجات المتنوعة، هي حصيلة العديد من الدراسات الميدانية المكثفة التي قمنا بها لتقييم وتحديد احتياجات السوق السورية الواعدة.
دور تنموي
الآن... إلى أي حد أسهم بنك سورية والخليج في حل مشكلات ذات بعد تنموي اقتصادي وآخر اجتماعي؟.. سؤال يطرح من وحي دور مفترض للمصارف الخاصة, ويجيب عنه السيد خليل مرقة قائلاً: كما بيّنت سابقاً، نحن توجّهنا ونتوجه حالياً إلى شرائح في المجتمع السوري ونعتبرها لبنة وعصب أي مشروع تنموي مستقبلي ألا وهي شريحة الشباب والمشاريع المتوسطة والصغيرة ودعم هذه الفئات لتمكينها من التحصيل العلمي والتفوق الأكاديمي بالإضافة إلى إنجاح المشاريع الصغيرة لتصبح من المشاريع الهامة وهو مشروع اقتصادي اجتماعي في آن واحد. نحن لانستثمر فقط في الزمن الحاضر بل في المستقبل. وعندما نوفر للطاقات الطامحة من فتياننا وفتياتنا التمويل اللازم للالتحاق بالجامعات الخاصة مثلاً، والتي بدأت تفرض وجودها على أرض الواقع السوري، نكون قد شاركنا في تهيئة مواطن ناجح مؤهل علمياً لاستلام موقع متميز في عملية التنمية.
بالإضافة إلى مشاركتنا في تمويل المشاريع الاستثمارية التي تدعم الاقتصاد الوطني وتخلق العديد من فرص العمل.
السبت 2010-05-08 | 01:53:52