قبل خمس و أربعين عاما 0بهرت بشعارات تمجد الفلاح وتعظمة0لقد انطلقنا بمظاهرةوماأزال أذكر معلمي رحمة الله عليه وهو يهتف بنا"بدنا نلغي البربارة ونبدلها بعيد الفلاح.دخان اللي بتتعب فيه تأخذ حقك وبترتاح.الله يعطيك العافية تسمعها ليل وصباح"وباعتباري ابن فلاح كنت أسعد بهذا الكلام كثيرا و كنت أظن أن الفلاح أصبح من علية القوم لأنه يحرث الأرض ويزرعها ويحصد ويدرس ويدري ويشول ويخزن ويسلق القمح ويجرش البرغل ويسطح التين 0والبندورة ويصنع كل مايحتاجة في الشتاء من مخلوطة وكشك وشنكليش وقريشة وسمن
وكان من جملة الشعارات الأرض للي يفلحها ويعمل بها* وبترول العرب للعرب00
ونار لنا ونار تحرق أعدائنا*!0
لم أكن أفهم بالإقتصاد ولا بالسياسة ولا بالعدالة ولا بالمساواة0 كان كل همي ساعتي فإن توفرت قطعة خبز سكتنا, ورضينا ,نلعب حتى نجوع, فنلجا الى جدنا, أو جدتنا لنسد رمقنا بقشر تين, أولقمة خبز ,ثم نلهو من جديد, لانفكر الا كما الطيور في يومها تغدو صباحا لامؤونة عندها وكان الناس متحابين من كان عنده فضل زاد يجود به على من ليس عنده0
كانت أيام الوحدة أسوا الأيام حوصر البلد وأمسكت السماء لم تمطر 0
وتحولت الوحدة من وسيلة لإشباع المواطنين الى قهرهم وزج بأكثرهم بالسجون وزاد التأمر على البلد وتحولت الشعارت االتى نمت في وجداننا الى*000الدهر دارت دورته والبعث قامت ثورته ليعيد مجد عروبته وينال شعبي غايته*0وكنا نطرب بهذه الشعارت الطننانة والرنانة وكان من دعائم الثورة العمال والفلاحين0 وباعتباري ابن فلاح ظننت ان الفلاح انتقل الى علية القوم0
كانت الأمم المتحدة تقدم حليب بودرة يغلى في المدرسة صباحا وكان سلاحنا سقرقا نملأه مرة أو اثنان ونشربه فيتكفل الله بعيشنا الى اليوم التالي
تحسنت الأمور أغدقت السماء مطر تطور المرج "النورج" الى دراسة والبقر والحمير الى عزاقات وتركتورات وتحول الحاصود الى حصادة وعم الخير البلد0 وأكرم الله بلدنا بشخص من ظروف الفقر والحرمان عمل من أجل كفاية المجتمع من الغذاء" ليس حرا من يأكل بما لاينتج" شبع الناس, وعم الخير، لكن لم يألف الناس الإكتناز0لأن الله كريم وشعب يجهد ويشكر وقائد مع الشعب0
والشعب هو الغاية وهو المنطلق في الحياة"الإنسان غاية الحياة ومنطلقها تتسارع الحضارة والإنتاج ويتسابق الناس في الإكتناز توجد وسائل للغنى أفضل من الأرض مصانع اتصالات تختصر المسافات والزمن يتسارع واصبح تطور البشرية في يوم يعادل تطورها في قرن في العهود الغابرة0
انتشر الطمع والجشع شنت الحروب0
فسد البر والبحر بما كسبت أيدي الناس تقام المؤتمرات لآنقاذ الكوكب كل يفكر بشيئ يريدون تقليل الإنبعاث لغاز الكربون0نسوا أن كل عملهم سراب0
وكل دراساتهم وهم0وأن قانون لاشيء يفني ولا شيء يخلق من عدم0
وأن الوحيد الذي يملك براءة اختراع بتقليل الإنبعاس هو الفلاح0 بما أختصه الله بتحويل الكربون الى قمح وزيوت ولحوم وأعشاب وحبوب وغيرها ويمتص بزراعته
الكربون من الجو الذي تنفسه المصانع والمداخن والسيارت ليعيد الدورة من الغاز الى الفحم بعملية التمثيل الضوئي0
لو أن العالم خصص لكل كيلو من تاتج الفلاح قدرا ولو بسيطا للحفاظ على البيئة لحولنا الكربون الى أخشاب وحبوب ولحوم وعلف للحيوانات0
يوخذ ممن ينفث ويعطى لمن ينقي الجو0
في عيد الفلاحين نتقدم بالتهنئة لكل فلاح ونتمني ممن ينظر في كوبن هايكن ويقدم أوراق0 أن يحرق هذه الأوراق ,ويكرم الفلاح ,ويعطيه جهدة, ويشتري منه كل كيلو غرام بزيادة سعرها ولو قليل يسمى ثمن التلوث الذي يفرض على الملوث من سيارات ومدافئ ومصانع وبذلك يعم العدل والرفاه العالم0
وبدل أن نصادر منتوجاتهم في السنين الجحاف نعطيهم ونمدهم بالمال والبذار والسماد وبذلك نحافظ على البئة دفع الفلاح أم لم يدفع0
أتمنى ممن يخاف على أولاده وعالمه أن يدعم الفلاح الوحيد الكفيل بتغيير المعادلة, وخفض الإنبعاث وتحسين البيئة وتأمين الغذاء وإصلاح مأفسدة الناس
فهل نحن مقتنعون؟0
وهل نحن داعمون؟